مسقط- الرؤية
يعمل فريق بحثي من جامعة السلطان قابوس على تطوير نظام روبوتي متقدّم، يجمع بين تقنيات الذكاء الاصطناعي والحركة الذاتية، لتنفيذ عمليات فحص شاملة للمباني والتنقل بين طوابقها دون الحاجة إلى بنية تحتية ذكية أو اتصال بإنترنت الأشياء أو تدخل بشري، إذ يهدف المشروع إلى رفع كفاءة عمليات التفتيش، وتحسين مستوى السلامة والموثوقية، خاصة في المباني القديمة التي تفتقر إلى التحديثات التقنية.
ويُنفّذ المشروع بالتعاون بين قسم الهندسة الكهربائية والحاسب الآلي، وقسم الهندسة المدنية في الجامعة، ويتكون الفريق البحثي من: الباحث الرئيسي الدكتور غلام دستغير خان من قسم الهندسة الكهربائية والحاسب الآلي، وباحثين مشاركين هم: الدكتور محمد بلال وارس من قسم الهندسة المدنية، والدكتور طه بن مبارك السعدي من قسم الهندسة الكهربائية والحاسب الآلي. وحصل المشروع على دعم من عمادة البحث العلمي بكلية الهندسة.
وشهدت المرحلة الأولى من المشروع تطوير نظام ذاتي التشغيل يتيح لروبوت رباعي الأرجل استخدام المصاعد والتنقل بين الطوابق في المباني التقليدية. ويعتمد هذا النظام على تقنيات متقدمة، تشمل نموذج رؤية حاسوبية قائمًا على YOLOv11، ومحاذاة مكانية باستخدام رموزAprilTag، وذراعًا روبوتية ذات أربع درجات حرية. وقد أظهرت التجارب الميدانية التي أُجريت في مبنى أكاديمي مكوّن من أربعة طوابق، نتائج دقيقة في عملية التنقل، محققةً دقة تقلّ عن السنتيمتر، ونسبة نجاح بلغت 100% في جميع التجارب.
وستركّز المرحلة الثانية من المشروع على تمكين الروبوت من إجراء عمليات تفتيش ذاتية لمكوّنات المباني، بما في ذلك الأطر والأبواب، ومعدات السلامة من الحرائق مثل أجهزة الإنذار والمطفآت ورؤوس الرش الآلي، إلى جانب التجهيزات المثبتة على الجدران، ولوحات الكهرباء، والمكونات الهيكلية كالأعمدة والأسقف، كما سيتم تزويده بحساسات حرارية وتقنيات استشعار متقدمة للكشف عن الأعطال في العزل، والتسربات المائية، والشقوق الإنشائية. وسيُعنى الروبوت أيضًا بالتحقق من وجود لوحات المخارج ومصابيح الطوارئ ومدى مطابقتها لمعايير السلامة.
ويعتمد النظام على تقنية نمذجة معلومات المباني (BIM) لتوفير مخططات رقمية دقيقة، تسهم في إنشاء قوائم تفتيش ذكية، وتخطيط المسارات، وتحليل بيانات الاستشعار ضمن السياقات المعمارية والميكانيكية والكهربائية والسباكة، ما يساعد على تقليل الإنذارات الكاذبة ورفع دقة عمليات الفحص.